ما ينافي التوحيد
سوء الظن بالله
مما لا شك فيه أن حسن الظن بالله يجب أن يكون صفة المؤمن وسمته في حياته وعند مماته، فمن أحسن الظن بالله وتوكل عليه حق توكله جعل الله له في كل أمره يسرا، ومن كل كرب فرجا ومخرجا، ومن لقي الله سبحانه وهو يحسن الظن به فلن يخيب رجاؤه. قال ابن مسعود: والذي لا إله غيره ما أعطي عبد مؤمن شيئا خيرا من حسن الظن بالله عز وجل، والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله عز وجل الظن إلا أعطاه الله عز وجل ظنه، ذلك بأن الخير بيده.
وعلى المؤمن أن يحذر كل الحذر من سوء الظن بالله، فإن قوما أرداهم سوء ظنهم بالله، قال الله تعالى: "وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا" [الفتح : 6]
- معنى الظن بالله، وأنواعه:
الظن هو الاعتقاد الراجح، مع احتمال النقيض، وسوء الظن اعتقاد جانب الشر وتغليبه على جانب يحتمل الأمرين، وهو في حق الله كبيرة من الكبائر.
وسوء الظن قسمان:
الأول: سوء ظن بالله: وهو كبيرة باطنة يقع فيها المسيء الظن بربه فينسب له ما لا يليق بكرمه وجوده سبحانه وتعالى.
والثاني: سوء الظن بالمسلمين: وهو أيضاً من الكبائر لأنه يحمل على الحقد والكراهية وعدم الإكرام، ويؤدي إلى التفريق في المجتمع لمجرد الإحساس الباطني الذي يغلب الخطأ فيه على الإصابة. فينبغي أن لا تبني الاحكام على الظن أياً كان، ومن باب أولى الظن السيء منها.
- أسباب سوء الظن بالله تعالى:
- إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه.
- عدم التعرف على الله عز وجل بأسمائه وصفاته.
- البعد عن الدين، مع الجهل وقلة العلم.
- الوقوع في الشبهات،الوقوف عند مواطن التهم.
- آثار سوء الظن بالله تعالى:
- يؤدي إلى غضب الله وسخطه.
- فساد النية وسوء الطوية.
- ضعف الإيمان.
- مفتاح للأعمال السيئة وارتكاب الفواحش والموبقات.
- حسن الظن بالله تعالى من كمال التوحيد:
يَجِبُ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ يُحْسِنَ الظَّنَّ بِاللَّهِ تَعَالَى ، وَأَكْثَرُ مَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ إِحْسَانًا لِلظَّنِّ بِاللَّهِ عِنْدَ نُزُول الْمَصَائِبِ وَعِنْدَ الْمَوْتِ .
وَتَحْسِينُ الظَّنِّ بِاللَّهِ وَإِنْ كَانَ يَتَأَكَّدُ عِنْدَ الْمَوْتِ وَفِي الْمَرَضِ ، إِلاَّ أَنَّهُ يَنْبَغِي لِلْمُكَلَّفِ أَنْ يَكُونَ دَائِمًا حَسَنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ ، فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ : "لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ"
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي"
فحسن الظن بالله تعالى من أوجب الواجبات وأحسن الطاعات فهو سبب لكمال التوحيد كما أن سوء الظن به سبحانه وتعالى سبباً لنقصان الإيمان في قلب الإنسان.