لمآإذـآ لآ نتۆبَ !
ۆ الله ينادينا : " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُۆا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُۆا مِن رَّحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُۆبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُۆَ الْغَفُۆرُ الرَّحِيمُ "
لمآذآإ لآ نتۆبُ !
ۆالحبيب صلى الله عليه ۆسلم ينادينا : لله أشد فرحًا بتۆبة عبده حين يتۆب إليه من أحدڪم ڪان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت عنه ۆعليها طعامه ۆشرابه
فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، قد أيس من راحلته فبينما هۆ ڪذلڪ، إذا هۆ بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال : " اللهم أنت عبدي ۆأنا ربڪ.. أخطأ من شدة الفرح " رۆاه مسلم.
لمآذآ لآ نتۆب ّ !
ۆقد جاء في الأثر الإلهي : " إن عادۆا إليّ فأنا حبيبهم، ۆإن أعرضۆا عني فأنا طبيبهم،
أداۆيهم بالأمراض ۆالأسقام حتى يأتۆني يۆم القيامة ۆليس عليهم شاهد بذنب "
[ هڪذا ينطق القرآن ۆالحديث ۆالأثر بنداء المؤمنين بالتۆبة ۆالعۆدة إلى الله رب العالمين ]
آلى متى تؤخُر آلتۆبهِ ؟
المۆت يأتى بغتة ۆالقبر صندۆق العمل.
هل تنتظرأن يفاجئڪ المۆت ۆأنت عن ربڪ مشغۆل بالمعاصي ؟!
هل تريد أن تعيش حياتڪ التي مهما طالت فهي قصيرة
- ثم تساق إلى نار تلظى لا يصلاها إلا الأشقى ؟!
مآذـآ تنتظرُ ؟
ۆقد أۆحى الله إلى داۆد: أن قل لقۆمڪ ما لڪم تخفۆن الذنۆب من خلقي ۆتظهرۆنها لي،
إن ڪنتم تظنۆن أني لا أراڪم فأنتم مشرڪۆن بي،
ۆإن ڪنتم تظنۆن أني أراڪم فلمَ تجعلۆنني أهۆن الناظرين إليڪم ؟!!
إذا ڪانت رحمة الله قد ۆسعت رجلاً قتل مائة نفس،
ۆۆسعت رحمته جل ۆعلا امرأة بغي زانية سقت ڪلبًا لأجل الله،
فهل تضيق رحمته عليڪ ۆهۆ الرب الڪريم الذي يغفر الذنۆب ۆلا يبالي ؟
هل تضيق رحمته !
ۆهۆ الذي ينادي : " يا ابن آدم لۆ بلغت ذنۆبڪ عنان السماء ثم أتيتني لا تشرڪ بي شيئًا
غفرت لڪ ما ڪان منڪ ۆلا أبالي..
يا ابن آدم لۆ أتيتني بقراب الأرض خطايا... لأتيتڪ بقرابها مغفرة...
يا ابن آدم إنڪ ما رجۆتني ۆدعۆتني غفرت لڪ على ما ڪان منڪ ۆلا أبالي... "
ما بالڪم برب ينادي على العباد يۆم القيامة حين تشتد الأهۆال ۆتنقطع الرجاء في ڪل الأعمال،
ۆيۆقن العباد بالبۆار، ۆيظنۆن أنهم لا محالة من أهل النار :
لا تحزنۆا يا عبادي فمن أجلڪم سميت نفسي العزيز الغفار، أۆ ما تعلمۆن أنه لا يغفر الذنب العظيم إلا الرب العظيم
فإذا ڪان الله هۆ حبيبڪ فاعلم أنه ينتظرڪ أن تقدم عليه أۆل خطۆة، ۆاسمع نداءه لڪ
"إن تقرب إليّ عبدي شبرًا تقربت منه ذراعًا، ۆإن تقرب إليّ ذراعًا تقربت منه باعًا، ۆإن أتاني يمشي أتيته هرۆلة".
ۆإلى هؤلاء الذين يعۆدۆن للذنۆب ۆلا يستطيعۆن التخلص التام منها نسۆق الحديث الإلهي الذي يقۆل:
"أذنب عبد ذنبًا فقال: أي رب أذنبت ذنبًا فاغفر لي فيقۆل الله عز ۆجل: علم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ۆيأخذ به أشهدڪم أني قد غفرت له،
ثم يذنب ذنبًا آخر فيقۆل مثل ما قال فيقۆل الله مثل الأۆلى ۆفي الرابعة يقۆل الله: اڪتبۆا لعبدي تۆبة لا تمحى فليصنع عبدي ما شاء"
ۆهذا طبعًا ليس معناه الإذن بالمعصية،
ۆإنما معناه أن القلب إذا أدمن التۆبة ۆداۆم عليها فإنها تۆرثه الإنابة ۆالرجۆع، فلا يصمد مع إدمان التۆبة ذنب أبدًا
ۆفي الخبر الإلهي: "يا آدم إن عصمتڪ ۆعصمت ذريتڪ فعلى من أجۆد بڪرمي ۆعلى من أتفضل بعفۆي ۆمغفرتي".
ۆفي الحديث الشريف: "لۆ لم تذنبۆا لأتى الله بقۆم غيرڪم يذنبۆن فيستغفرۆن فيغفر الله لهم"
ۆبالرغم من هذه النداءات الربانية ۆالترغيبات النبۆية
فإن الإنسان تحۆل بينه ۆبين التۆبة النصۆح عۆائق ڪثيرة إن لم تمنعه منها فإنها تؤخره عنها،
ۆمن هذه العۆائق التي تعترض طريق التائبين :
1 - التسۆيف:
يقۆل أحدهم: أنا ما زلت شابًّا ۆالعمر أمامي طۆيل، ۆبالطبع إن تبت الآن سأرتڪب ذنۆبًا بعد تۆبتي؛
ۆلذلڪ فالأفضل أن أعيش شبابي ۆآخذ حظي من الدنيا ۆأتۆب مرة ۆاحدة في الۆقت لمناسب ۆتڪۆن تۆبة نصۆحًا.
2 - إدمان الذنۆب ۆضعف العزيمة:
يقۆل بعضهم: أنا مدمن ذنۆبًا ۆالتۆبة ستحرمني من الذنۆب التي أنۆي أن أفعلها،
فالأفضل أن أتۆب بعد ما أجرب ڪل المعاصي.
3 - القنۆط من رحمة الله:
ۆمن أقۆال القانطين: "يا مۆلانا أنا بعيد جدًّا عن ربنا ۆعملت مۆبقات ڪثيرة ۆلا يمڪن أن يغفر الله لي،
ۆما دمت داخلاً النار فمن حقي أن أعيش حياتي ڪما أريد"، ۆهذا قد استعظم ذنۆبه ۆظن أن الله لا يغفرها أبدًا.
4 - ۆقد يقۆل آخر:
"أنا حڪيت حڪايتي -لما أردت أن أتۆب- لأحد الشيۆخ في المساجد ۆصارحته بڪل شيء ۆقلت له: هل يغفر الله لي؟ فقال: يا بني أنت عملت ڪل شيء يغضب الله، ۆسلڪت ڪل طرق الفساد ۆتريد أن تتۆب الآن؟! أعۆذ بالله من غضب الله، فأحسست أن باب التۆبة مغلق في ۆجهي، ۆأن الله لن يقبل تۆبتي أبدًا فقررت أن أعيش حياتي في الدنيا؛ لأني من أهل النار في الآخر". ۆهذا ۆإن ڪان معذۆرًا بشڪل ما إلا أنه اختار الشخص غير المناسب ۆلم يسأل أحدًا غيره ۆهذا طبعًا خطأ.
5 - التأثر السلبي بالبيئة:
يقۆل أحد المجمۆعة: "إنها (شلة) الأصحاب لۆ تبت سأترڪهم أۆ يترڪۆنني ۆأصبح ۆحيدًا بلا صديق ۆلا صاحب"
ۆأنا أقۆل لهذا الشاب: تب إلى الله ۆلۆ ڪان في أصدقائڪ خير فسۆف يلحقهم الله بڪ ۆتڪۆن سببًا في هدايتهم جميعًا،
ۆإن لم يڪن فيهم خير فسۆف يبدلڪ الله صحبة أفضل منهم
6 - خۆف العۆدة للذنۆب:
ۆقد يفاجئنا أحد هؤلاء الشباب الطيب بقۆله: "أنا بصراحة جربت أتۆب ۆلڪن في ڪل مرة ڪنت بعد فترة بسيطة جدًّا أعۆد للذنۆب مرة أخرى، ۆسمعت حديثًا يقۆل: "التائب من الذنب ۆهۆ مقيم عليه ڪالمستهزئ بربه"،
ۆلم أتحمل أن أڪۆن مستهزئًا بالله فترڪت التۆبة إلى أن يأذن الله".
7 - الفڪرة السيئة المأخۆذة عن الملتزمين:
ۆللإعلام دۆر ڪبير في ۆصف الملتزمين بالتطرف ۆالتزمت ۆالرجعية ۆالتخلف،
ۆتصبح التۆبة في أذهان أصحاب هذه الفڪرة تعني أن تصبح العيشة ڪلها حرام ۆالمتع ڪلها ممنۆعة، ۆلله الأمر من قبل ۆمن بعد،
ۆهؤلاء ليس لهم عذر من حديث رسۆل الله صلى الله عليه ۆسلم الذي ۆصف لنا فيه مصادر التشريع
ۆليس فيها الإعلام ۆلا التليفزيۆن ۆلا المجلات ۆإنما قال صلى الله عليه ۆسلم:
"ترڪت فيڪم ما إن تمسڪتم به لن تضلۆا بعدي أبدًا؛ ڪتاب الله ۆسنتي"،
ۆقۆله صلى الله عليه ۆسلم: "أصحابي ڪالنجۆم بأيهم اقتديتم اهتديتم"، فقد يڪۆن لغير الناطقين بالعربية في بلاد الغرب عذر؛ لأن الإعلام هۆ مصدرهم الۆحيد عن صۆرة الإسلام ۆالمسلمين
ۆلا تيسر لهم معرفة الدين من نبعه الصافي مع ۆجۆد حاجز اللغة،
أما العرب فلا عذر لهم في التفتيش عن دينهم فالمؤمن فتاش عن دينه ۆالجرائد ۆالمجلات ۆالمسلسلات ليست من مصادر الدين
8 - الاعتذار بالقدر:
ۆهؤلاء هم القائلۆن: "لۆ أراد الله هدايتي لهداني، ۆلڪنه ڪتب عليّ الضلال ۆأنا مسير ۆلست مخيرًا".
ۆهؤلاء الذين يجعلۆن من القدر شماعة يعلقۆن عليها عدم تۆبتهم يحاۆلۆن الخداع
ۆ"يحسبۆن أنهم على شيء ألا إنهم هم الڪاذبۆن".
9 - الغفلة:
يقۆل أحدهم: "أنا ۆالحمد لله أحسن من غيري بڪثير، فأنا أصۆم ۆأصلي ۆأعمل ڪل شيء طيب ۆعلاقتي بربنا جيدة جدًّا، فمن أي شيء أتۆب ؟".
ۆهؤلاء لم يعرفۆا عظم حق الله عليهم "ۆما قدرۆا الله حق قدره"،
فهم يظنۆن أنهم أهل صلاح، ۆأن التۆبة على المذنبين مع الله يقۆل: "ۆتۆبۆا إلى الله جميعًا أيها المؤمنۆن"،
ۆيقۆل: "يا أيها الذين آمنۆا تۆبۆا إلى الله".
فهل قال الله ۆتۆبۆا إلى الله جميعًا أيها المذنبۆن أم أيها العاصۆن؟ هل قال الله: يا أيها الذين قصرۆا ۆأذنبۆا تۆبۆا إلى الله ؟!!
10 - الغرۆر ۆالاتڪال على سعة رحمة الله:
ڪثيرًا ما نسمع "ربنا رب قلۆب ۆما دام بيني ۆبينه عمار فسيغفر لنا ۆأڪيد سيشفع لنا الحبيب محمد صلى الله عليه ۆسلم، ۆهۆ لن يرضى ۆأحد أمته في النار".
ۆلهؤلاء المغرۆرين الحمقى نسۆق قۆل الله تعالى: "ۆلا يغرنڪم بالله الغرۆر"،
ۆقۆله: "ۆبدا لهم من الله ما لم يڪۆنۆا يحتسبۆن"، ۆقۆله: "فلا يأمن مڪر الله إلا القۆم الخاسرۆن"،
ۆلقد قال الحبيب محمد صلى الله عليه ۆسلم ۆهۆ ينادي على آل بيته فردًا فردًا: "يا آل محمد اعملۆا فإني لا أغنى عنڪم من الله شيئا"،
ۆالنبي صلى الله عليه ۆسلم سيرضى يۆم القيامة بما يرضاه ربه، ۆمن عدل الله ألا يساۆي بين المحسن ۆالمسيء، فلا بد أن يأخذ المسيء جزاءه، ۆفي الخبر الإلهي "لا أجمع على عبدي أمنين ۆلا خۆفين؛ إن خافني في الدنيا أمنته يۆم القيامة ، ۆإن أمنني في الدنيا خۆفته يۆم القيامة".
فاحذر أيها المغرۆر أن تأمن مڪر الله فتڪۆن من الخاسرين
11 - طبيعة العمل:
قد يمنع العبد من التۆبة العمل الذي يتڪسب منه رزقه، فقد يڪۆن العمل حرامًا ڪأن يعمل في الخمۆر، أۆ يأخذ رشاۆى أۆ ما شابه ذلڪ من أۆجه الڪسب الحرام،
ۆهؤلاء إن لم يڪۆنۆا قد ألفۆا المعصية ۆتعۆدۆا عليها، فهم فقدۆا الحساسية تجاه الڪسب الحرام ۆأصبحۆا يستحلۆنه،
ۆالتۆبة معناها هنا أن يترڪ العمل ۆيذهب لعمل آخر أقل مڪسبًا.
ۆلهؤلاء نقۆل: تۆبۆا إلى الله عز ۆجل، ۆاترڪۆا العمل الحرام بنية صادقة ۆقلب مقبل على ربه ۆمۆلاه،
ۆلن يضيعڪم الله سبحانه، ۆلن يضيع من تعۆلۆن أتدرۆن لماذا؟
لأن صاحب العمل لا يملڪ لڪ رزقًا ۆإنما الذي يرزقڪ هۆ الله تعالى،
ۆقد أقسم الله "ۆفي السماء رزقڪم ۆما تۆعدۆن * فۆرب السماء ۆالأرض إنه لحق" رزقڪ في السماء يا أخي الحبيب.
ۆقد تڪۆن طبيعة العمل حلالاً، ۆلڪن العمل يأخذ الۆقت ڪله لا يستطيع الۆاحد معه أن يؤدي العبادات
ۆإلى هؤلاء نسۆق الخبر الإلهي: "يا ابن آدم خلقت الأشياء ڪلها من أجلڪ ۆخلقتڪ من أجلي، فلا تنشغل بما خلق لڪ عما خلقت له".
ۆليس المقصۆد بالطبع أن يترڪ الإنسان عمله؛ ليتفرغ للعبادة، ۆإنما المقصۆد المۆازنة بين الأمۆر،
ۆمن عظمة الإسلام أنه هۆ الدين الذي يجمع للإنسان خيري الدنيا ۆالآخرة ، فيتمتع الإنسان بمتاع الدنيا ۆيعبد ربه سبحانه ۆتعالى،
بل ينقلب ڪل ما يفعله الإنسان مما يختص بالدنيا إلى عمل يثاب عليه عند الله تعالى.
ۆإن ڪان الله لن يحرمڪ من متاع الدنيا، فلماذا يُصِرّ الإنسان على أن يڪۆن على معصية؟
فله أن يطيع الله ۆيتمتع بما يشاء عن طريق الحلال.
ۆلڪنه الضعف البشري، ۆۆساۆس النفس ۆالشيطان، ۆالاستسلام للأۆهام، ۆضعف حب الله في قلۆبنا، ۆغياب الحقيقة عنا، فالعائد لله، ينتقل من خسران الدنيا ۆالآخرة، إلى ڪسب الدنيا ۆالآخرة، ۆهل من العقل ۆالحڪمة أن يخسر الإنسان ڪل شيء؟ أم يڪسب ڪل شيء؟!!
فلنعد إلى الله سبحانه ۆتعالى، فإنه ينتظرنا، ۆيفتح بابه لنا، ۆينادي علينا، فهل نجيب الرحمن أم نعصه ۆنتبع عدۆنا الشيطان؟؟